الأحد، مايو 24، 2009

معلقة زهير بن أبي سلمى


معلقة زهير بن أبي سلمى

1- أَمِنْ أُمِّ أَوْفَي دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ

بِحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فَالُمتَثَلّمِ

2- وَدَارٌ لها بالرَّقْمتَيْنِ كأَنَّهَا

مَرَاجِيعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ

3- بِهَا الْعَيْنُ وَالأَرْآمُ يْمَشِينَ خِلْفَةً

وَأَطْلاَؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

4- وَقَفْتُ بِهَا من بعْدَ عِشْرِينَ حِجَّةً

فَلأْياً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ

5- أَثَافِي سُفْعًا فِي مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ

وَنُؤْياً كَجِذْمِ الْحوْضِ لم يتَثَلَّمِ

6- فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا

أَلا أنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ

7- تَبَصَّر خَلِيلي هَلْ تَرَى من ظَعائِنٍ

تَحَمَّلْنَ بالعَلْيَاءِ من فَوْقِ جُرْثُمِ

8- جَعَلْنَ الْقنانَ عَنْ يَمينٍ وَحَزْنَهُ

وكَمْ بِالقنانِ مِن مُحِلِّ وَمُحْرِمِ

9- عَلَوْنَ بأَنْماطٍ عِتَاقٍ وَكِلَّةٍ

ورَادٍ حَوَاشِيهَا مُشَاكهةَ الدَّمِ

10- وَوَرَّكْنَ فِي الْسُّوبانِ يَعْلُونَ مَتْنَهُ

عَلَيْهِنَّ دَلُّ النَّاعِمِ المتَنَعِّمِ

11- بَكًرْنَ بُكُوراً وَاسْتَحَزْنَ بِسُحْرةٍ

فَهُنَّ وَوَادِى الرَّسِّ كاليَدِ لِلْفَمِ

12- وَفيهِنَّ مَلْهَىً لَّلطِيفِ وَمَنْظَرٌ

أَنِيقٌ لِعَيْنِ الْنَّاظِرِ الُمتَرَسِّمِ

13- كَأَنَّ فتَاتَ الْعِهْنِ في كلِّ مَنْزِلٍ

نَزَلْنَ بهِ حَبُّ الْفَنَا لم يحَطمِ

14- فَلَمَّا وَرَدْنَ الَماءَ زُرْقاً جِمَامُهُ

وَضَعْنَ عِصِيّ الْحَاضِرِ الُمتَخَيِّمِ

15- ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبانِ ثُمَّ جَزْعْنَهُ

على كلِّ قَيْنيِّ قَشِيبٍ وَمُفْأَمِ

16- فَأَقْسَمْتُ بالبَيْتِ الّذِي طافَ حوْلَهُ

رِجالُ بَنَوْهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرْهُمِ

17- يَميناً لَنِعْمَ الْسَّيِّدانِ وُجِدْتَما

على كلِّ حالٍ من سَحيلٍ وَمُبْرَمِ

18- تَدَارَ كُتما عَبْساً وَذُبْيَانَ بَعْدمَا

تَفَانَوْا وَدُّقوا بَيْنَهُمْ عِطْر مَنْشِمِ

19- وقَدْ قُلْتُما: إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ واسِعاً

بمالٍ ومَعْروفٍ من الْقَوْلِ نَسْلَمِ

20- فَأَصْبَحْتُما منها على خَيرِ مَوْطِنٍ

بَعِيدَيْن فيها مِنْ عُقُوقٍ ومَأْثَمِ

21- عَظِيمْينِ فِي عُلْيَا مَعدِّ هُديِتُما

ومَنْ يَسْتَبِحْ كنزاً من الَمجدِ يَعْظُمِ

22- تُعَفَّى الكُلُومُ بالِمئينَ فأصْبَحَتْ

يُنَجِّمُهَا مَنْ لَيْسَ فِيهَا بِمُجْرِمِ

23- يُنَجِّمُهَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ غَرامَةً

وَلم يُهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَمِ

24-فأصْبَحَ يَجَرِي فيهمُ منِ تلادِكُمْ

مَغَانمُ شَىَّ مِنْ إِفَالٍ مُزَنّمِ

25- أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عني رِسَالَةً

وَذُبيَانَ هل أَقْسَمْتُم كلَّ مُقْسَمِ

26- فَلا تَكْتُمُنَّ اللهَ ما في نُفُوسِكمْ

لِيَخْفَى ومَهْما يُكْتمِ اللهُ يَعْلَمِ

27- يُؤَخَّرْ فيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ

لِيَوْمِ الحِسابِ أَوْ يُعَجَّلْ فيُنْقَمِ

28- وَمَا الحَرْبُ إِلا ما عَلِمْتُم وَذُقْتُمُ

ومَا ُهَو عَنْهَا بالحَديثِ الُمرَجَّمِ

29- مَتَى تَبْعَثُوها تَبْعَثُوها ذَميمَةً

وَتَضْرَ إِذا ضَرَّيْتُمُوها فَتَضْرَم

30- فَتَعْرُكُكْم عرْكَ الرّحى بثِقالها

وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ

31- فَتُنْتِجْ لَكُمْ غلْمانَ أَشأَمَ كّلهمْ

كأَحْمَرِ عادٍ ثمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ

32- فتُغْلِلْ لكُمْ مَا لا تُغِلُّ لأهْلِهَا

قُرًى بالعرَاقِ من قَفِيزٍ وَدِرْهَمِ

33- لَعَمْرِي لَنِعْمَ الحَيِّ جَرَّ عليهِمُ

بمالا يُؤاتِيهمْ حَصينُ بنُ ضَمضمِ

34- وكانَ طوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنّةِ

فَلا هُوَ أَبْداها ولَمْ يَتَقَدَّمِ

35- وقَالَ سأقْضِي حاجتي ثُمَّ أَتَّقِي

عَدُوِّي بأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلَجَمِ

36- فَشَدَّ فَلَمْ يُفْزِعْ بُيُوتاً كثيرةً

لدى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَها أَمُّ قَشْعَمِ

37- لدى أَسَدٍ شاكي السِّلاحِ مُقَذَّفٍ

لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ

38- جَرِيءِ مَتى يُظْلَمْ يُعَاقِبْ بِظْلمِهِ

سَريعاً، وَإِلا يُبْدَ بالظلمِ يَظْلِمِ

39- دعوا ظِمأَهْم حتَّى إِذا تَم أوْرَدُوا

غِماراً تَفَرَّى بالسِّلاحِ وبالدَّمِ

40- فَقَضَّوا مَنايا بَيْنَهُم ثمَّ أَصْدَروا

لَعَمرُكَ ما جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهمْ

41- دَمَ ابْنِ نَهِيكٍ أَوْ قَتِيلِ الُمثَلّمِ

إِلى كلإِ مُسْتَوْبِلٍ مُتَوَخِّمِ

42- وَلا شَاركَتْ في الَموْتِ فِي دَمِ نَوْفَل

وَلا وَهَبِ مِنْها وَلا ابنِ الُمَخَّزمِ

43- فكُلاَّ أَرَاهُمْ أَصْبَحُوا يَعْقِلُونَهُ

صَحِيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخْرِمِ ِ

44- لِحَيِّ حِلالٍ يَعصِمُ الْنَّاسَ أَمْرُهُمْ

إِذَا طَرَقَتْ إِحْدى اللَّيالي بُمعْظَمِ

45- كِرامٍ فَلاذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَهُ

وَلا الَجارِمُ الجَاني عَلَيْهم بُمسْلَمِ

46- سَئِمْتُ تَكالِيفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ

ثَمانِينَ حَولاً لا أَبا لَكِ يَسأمِ

47- وَأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ

وَلكِنَّني عن عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ

48- رَأَيْتُ الَمنايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَن تُصِبْ

تُمِتْهُ وَمِنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ

49- وَمَنْ لم يُصانِعْ في أْمُورٍ كَثِيرَةٍ

يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوطَأْ بِمَنْسِمِ

50- وَمَنْ يَجْعلِ المعْروفَ مِن دُونِ عِرْضِهِ

يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ

51- وَمَنْ يَكُ ذا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بفَضلِهِ

على قَوْمِهِ يُسْتَعْنَ عنْهُ وَيُذْمَمِ

52- وَمَنْ يُوفِ لا يُذْمَمْ وَمن يُهدَ قلبُهُ

إِلى مُطْمَئِنِّ الْبِرِّ لا يَتَجَمْجمِ

53- وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ الَمنَايَا يَنَلْنَهُ

وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ

54- وَمَنْ يَجْعَلِ الَمعْرُوفَ في غَيْرِ أَهْلِهِ

يَكُنْ حَمْدُهُ ذَمّاً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ

55- وَمَن يَعْضِ أَطْرَافَ الزِّجاج فإِنَّهُ

يُطيعُ الْعَواِلي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ

56- وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاِحهِ

يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظلمِ الْنّاسَ يُظَلمِوَمِ
57- وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسِبْ عدُوَّا صَدِيقَهُ

وَمَنْ لَمْ يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لم يكَرَّمِ

58- وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِىءِ مِنْ خْلِيقَةٍ

وَإِنْ خَالَها تَخْفَى على النّاسِ تُعْلَمِ

59- وكائنْ تَرَى من صامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ

زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلّمِ

60- لسانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فؤَادُهُ

فلَمْ يَبْقَ إِلا صورَةُ اللَّحْمِ والدَّمِ

61- وَإِنَّ سَفَاهَ الْشَّيْخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ

وَإِنَّ الْفَتَى بَعْدَ الْسَّفَاهَةِ يَحْلُمِ

62- سأَلْنا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُدْنَا فَعُدْتُمْ

وَمَنْ أَكْثَرَ التّسآلَ يَوماً سَيُحْرَمِ
********************************
 تحميل مجانى :
  http://www.ziddu.com/download/5148771/ديوان زهير بن ابى سلمى.pdf.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق