المجموعة (29)
1- قال ابراهيم بن العباس الصولى :
كُن كَيفَ شِئتَ وَقُل ما تَشا
وَأَبرِق يَميناً وَأَرعِد شِمالا
نَجا بِكَ لُؤمُك مَنجى الذباب
حَمَتهُ مَقاذيرُهُ أَن يُنالا
2 - قال ابو الاسود الدؤلى :
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدِلاءِ
تَجِئكَ بِمَلئِها طَوراً وَطَوراً
تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كَسَلِ التَمَنّي
تُحيلُ عَلى المَقادِرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مقادِرَ الرَحمَنِ تَجري
بِأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مُقَدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ
وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
وَبَعضُ الرِزقِ في دعَةٍ وَخَفضٍ
وَبَعضُ الرِزقَ يُكسَبُ بِالعَناءِ
3- قال ابوبكر الصديق :
أَيا عَينُ جودي وَلا تَسأَمي
وَحُقَّ البُكاءُ عَلى السَيِّدِ
عَلى ذي الفَواضِلِ وَالمَكرُماتِ
وَمَحضِ الضَريبَةِ وَالمَحتِدِ
عَلى خِندِفِ القَومِ عِندَ البَلا
ءِ أَمسى يُغَيَّبُ في مُلحَدٍ
فَصَلّى الإِلهُ إِلهُ العِبادِ
وَأَهلُ البِلادِ عَلى أَحمَدِ
فَكَيفَ الإِقامَةُ بَعدَ الحَبي
بِ بَينَ المَحافِلِ وَالمَشهَدِ
فَلَيتَ المَماتَ لَنا كُلِّنا
وَكُنّا جَميعاً مَعَ المُهتَدي
4 - قال ابوحية النميرى :
حوراء تسحب من قيام فرعها
فتغيب فيه وهو جثلٌ أسحمُ
فكأنها فيه نهارٌ مشرقٌ
وكأنه ليلٌ عليها مظلمُ
5 - قال زهير بن ابى سلمى :
وَلا تُكثِر عَلى ذي الضِغنِ عَتباً
وَلا ذِكرَ التَجَرُّمِ لِلذُنوبِ
وَلا تَسأَلهُ عَمّا سَوفَ يُبدي
وَلا عَن عَيبِهِ لَكَ بِالمَغيبِ
مَتى تَكُ في صَديقٍ أَو عَدُوٍّ
تُخَبِّركَ الوُجوهُ عَنِ القُلوبِ
6 - قال حاتم الطائى :
وَإِنّي لَأَستَحيِي صِحابِيَ أَن يَرَوا
مَكانَ يَدي في جانِبِ الزادِ أَقرَعا
أُقَصِّرُ كَفّي أَن تَنالَ أَكُفَّهُم
إِذا نَحنُ أَهوَينا وَحاجاتُنا مَعا
وَإِنَّكَ مَهما تُعطِ بَطنَكَ سُؤلَهُ
وَفَرجَكَ نالا مُنتَهى الذَمِّ أَجمَعا
أَبيتُ خَميصَ البَطنِ مُضطَمِرَ الحَشى
حَياءً أَخافُ الذَمَّ أَن أَتَضَلَّعا
7 - قالت خمعة بنت الخس :
رَأَيتُ بَني الدنيا كَأحلامِ نائمٍ
وَكالفيء يَدنو ظلّه ثمّ يقلصُ
وَكلّ مُقيمٍ في الحياةِ وَعيشها
فلا شكّ يَوماً أنّه سوف يشخصُ
يفر الفتى من خشية الموت والردى
وللموت حتف كل حي سيغفصُ
أتاه حمام الموت يسعى بحتفه
وقد كان مغروراً بدنيا تربصُ
كأنك في دار الحياة مخلد
وقد بان منها من مضى وتقنصُ
لَقَد أَفسدَ الدنيا وَعيش نَعيمها
فَجائع تَترى تعتري وتنغّصُ
أَلا ربّ مَرزوقٍ بِغيرِ تكلّفٍ
وَآخر محرومٍ يجدّ ويحرصُ
8 - قال ابن الرومى :
عدوُّكَ من صديقك مستفادٌ
فلا تستكثرنَّ من الصِّحابَ
فإن الداءَ أكثرَ ما تراهُ
يحولُ من الطعام أو الشرابِ
إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً
مُبيناً والأمورُ إلى انقلابِ
ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ
مُصاحبةُ الكثير من الصوابِ
ولكن قلَّ ما استكثرتَ إلّا
سقطتَ على ذئابٍ في ثيابِ
فدعْ عنك الكثير فكم كثيرٍ
يُعافُ وكم قليلٍ مُستطابِ
وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُروياتٍ
وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ
9 - قال ابن ابى الخصال :
متى يَقصِدُ المرءُ في غيرهِ
إذا كانَ في نفسِهِ يُسرِفُ
أَرَى النَّفسَ إن بَلَغَت غايةً
سَمَت بَعدَ ذلكَ تستَشرِفُ
وكيفَ تُسَرُّ بيومٍ يَمُرُّ
وَمِن عُمرِها أَبَداً يَغرِفُ
وَلا بُدَّ لِلجَنبِ من وَجبَةٍ
إلى مَلحَدٍ نابُهُ يَصرِفُ
ومَن كانَ مُستيقناً أَنَّهُ
إلى ربِّهِ الرَّجعُ والمصرِفُ
فما حالُه عندَ وَضعِ الكِتَابِ
أَيُنكِر ما فيهِ أَم يَعرِفُ
10- قال : السمهرى العكلى :
نَجَوتُ وَنَفسي عِندَ لَيلى رَهينَةٌ
وَقَد عَمَّني داجٍ مِنَ اللَيلِ دامِسُ
وَغامَستُ عَن نَفسي بِأَخلَقَ مَقصِلٍ
وَلا خَيرَ في نَفسِ اِمرِئٍ لا تَغامِسُ
وَلَو أَنَّ لَيلى اَبصَرَتني غُدوَةً
وَصَحبِيَ وَالصَفَ الَّذينَ أُمارِسُ
إِذَن لَبَكَت لَيلى عَلَيَّ وَأَعوَلَت
وَما نالَتِ الثَوبَ الَّذي أَنا لا بِسُ
11 - قال سعية ابن غريض :
أرى الخلانَ لما قلَّ مالي
وأجحفتِ النوائبُ ودعوني
فلما أن غنيتُ وعادَ مالي
أراهم لا أبالك راجعوني
فلما مر مالي باعدوني
ولما عاد مالي عاودوني
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق