الخميس، مايو 21، 2009

ياليل الصب لابى الحسن الحصرى القيروانى


يا ليلُ الصبُّ
لابى الحسن الحصرى القيروانى
***************

1- يا ليلُ الصبُّ متى غدُه

أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ
2- رقدَ السُّمَّارُ فأَرَّقه

أسفٌ للبيْنِ يردِّدهُ
3- فبكاهُ النجمُ ورقَّ له

ممّا يرعاه ويرْصُدهُ
4- كلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَفٍ

خوفُ الواشين يشرّدهُ
5- نصَبتْ عينايَ له شرَكاً

في النّومِ فعزَّ تصيُّدهُ
6- وكفى عجباً أَنِّي قنصٌ

للسِّرب سبانِي أغْيَدهُ
7- صنمٌ للفتنةٍ منتصبٌ

أهواهُ ولا أتعبَّدُهُ
8- صاحٍ والخمرُ جَنَى فمِهِ

سكرانُ اللحظ مُعرْبدُهُ
9- ينضُو مِنْ مُقْلتِه سيْفاً

وكأَنَّ نُعاساً يُغْمدُهُ
10- فيُريقُ دمَ العشّاقِ به

والويلُ لمن يتقلّدهُ
11- كلّا لا ذنْبَ لمن قَتَلَتْ

عيناه ولم تَقتُلْ يدهُ
12- يا من جَحَدتْ عيناه دمِي

وعلى خدَّيْه توَرُّدهُ
13- خدّاكَ قد اِعْتَرَفا بدمِي

فعلامَ جفونُك تجْحَدهُ
14-إنّي لأُعيذُكَ من قَتْلِي

وأظُنُّك لا تَتَعمَّدهُ
15- باللّه هَبِ المشتاق كَرَى

فلعَلَّ خيالَكَ يِسْعِدهُ
16- ما ضَرَّك لو داوَيْتَ ضَنَى

صَبٍّ يُدْنيكَ وتُبْعِدهُ
17- لم يُبْقِ هواك له رَمَقا

فلْيَبْكِ عليه عُوَّدُهُ
18- وغداً يَقْضِي أو بَعْدَ غَدٍ

هل مِنْ نَظَرٍ يتَزَوَّدهُ
19- يا أهْلَ الشوقِ لنا شَرَقٌ

بالدّمعِ يَفيضُ مَوْرِدُهُ
20- يهْوى المُشْتاقُ لقاءَكُمُ

وظروفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدهُ
21- ما أحلى الوَصْلَ وأَعْذَبهُ

لولا الأيّامُ تُنَكِّدهُ
22- بالبَينِ وبالهجرانِ فيا

لِفُؤَادِي كيف تَجَلُّدهُ
23- الحُبُّ أعَفُّ ذَويهِ أنا

غيرِي بالباطِلِ يُفْسِدهُ
24- كالدَّهْر أَجلُّ بَنِيهِ أبو

عَبْدِ الرَّحْمنِ مُحَمَّدهُ
25- العفُّ الطاهِرُ مِئْزرُهُ

والحرُّ الطَّيَّبُ مَوْلِدُهُ
26- شفَعَتْ في الأَصْلِ وزارَتُه

وزكا فتفَوَّقَ سُؤْددُهُ
27- كَسَبَ الشَّرَفَ السامِي فغدا

فوْقَ الجوزاءِ يُشَيِّدُهُ
28- وكفاه غلامٌ أَوْرَثَهُ

إِسْحَاق المَجْدِ وأَحْمَدهُ
29- ما زالَ يجولُ مَدىً فَمَدىً

ويحلُّ الأَمْرَ وَيَعْقِدهُ
30- حتّى أَعطَتهُ رئاسَتُه

وسياسَتُه ومهُنَّدهُ
31- فاليومَ هو الملِكُ الأَعْلَى

مولَى مَنْ شَاءَ وسَيّدُهُ
32- ميمونُ العُمْرِ مبارَكُهُ

منصورُ المُلكِ مُؤيَّدهُ
33- هَيْنٌ لَيْنٌ في عِزَّتِهِ

لكن في الحرْبِ تَشَدُّدُهُ
34- يطوِي الأيّامَ وَينْشُرُها

ويُقيمُ الدهرَ ويُقْعِدهُ
35- شُهِرَتْ كالشّمسِ فضائِلُهُ

فأقرّ عداهُ وحُسَّدهُ
36- لا يُطرِبُهُ التَّغْريدُ ولَوْ

غَنَّى بالأَرْغُنِ مَعْبَدهُ
37- والخَمْرُ فلَيْسَتْ مِنْهُ ولا

لعبُ الشَّيْطانِ ولا دَدُهُ
38- تركَ اللَّذَّاتِ فهِمَّتُهُ

عِلْمٌ يَرْويهِ ويُسْنِدهُ
39- وبداً في المُلْكِ تُرَغِّبُه

وبُقىً في المالِ تُزهّدهُ
40- وذكاءٌ مثل النَّارِ جَلا

ظُلَمَ الشُّبُهاتِ تَوقُّدهُ
41- وهُدَىً في الخيرِ يُرَغِّبُه

وتُقىً في المُلك يزهّدهُ
42- وحَواشٍ رقَّتْ مِنْ أَدَبِ

حتّى فَضَحت من يِنشدهُ
43- لا عُذرَ لمادِحِهِ إن لَمْ

يدفق بغرِيبٍ يَنْقُدهُ
44- غَيْلانُ الشِّعْر قُدَامَتُه

جَرْمِيُّ النَّحْو مُبَرّدُهُ
45- وخَليلُ لُغاتِ الْعُرْبِ يق

فِي كتابَ الْعَيْنِ وَيَسْرُدهُ
46- لما خاطبتُ وخاطَبَنِي

لم يخفَ عَلَيَّ تَعَبُّدهُ
47- فنزلتُ له عن طرف السَّبْ

قِ وقلتُ بكَفِّكَ مِقْوَدهُ
48- لو يعدَم عِلْمٌ أو كَرَم

أيقنتُ بِأَنَّكَ تُوجِدهُ
49- من ذَمَّ الدهْرَ وزاركَ يا

مَلِكَ الدُّنْيا فَسَيَحْمَدهُ
50- إن ذَلَّ فجيْشُك ينْصرُهُ

أو ضَلَّ فرأْيُكَ يُرْشِدهُ
51- أو راحَ إلى أُمنيتِهِ

ظمآن فحَوْضُكَ يُورِدُهُ
52- أنتَ الدنيا والدينُ لنا

وكريمُ العَصر وأَوحَدُهُ
53- لو أنَّ الصَّخْرَ سقاهُ نَدَى

كَفَّيْكَ لأَوْرَقَ جَلْمَدهُ
54- والرُّكْنُ لو اِنّك لامِسُهُ

لاِبيَضّ بكفّكَ أَسْوَدُهُ
55- يَطوي السُّفّارُ إليكَ مَدىً

باللَّيْلِ فَيسْهَرُ أَرمدُهُ
56- ويهونُ عَلَيهِم شَحطُ نَوىً

يُطْوَى بِحَديثكَ فَدْفَدُهُ
57- والمَشرِقُ أنبأَ مُتْهِمُهُ

بالفضلِ عليكَ وَمُنْجِدُهُ
58- والعينُ تراك فيُسْتَشْفَى

مطروفُ الجَفْنِ وَأَرْمَدُهُ
59- سعِدَتْ أيَّامُ الشَّرْقِ وما

طَلَعَتْ إِلّا بِكَ أَسْعُدُهُ
60- وأَضَاءَ الحَقُّ لِمُرسِيةٍ

لَمَّا أَورَت بك أَزْنُدُهُ
61- بالعدْلِ قمعتَ مظالِمَها

وَبِحُسنِ الرأَيِ تُسَدِّدهُ
62- وجلبتَ لها العُلَمَاءَ فلمْ

تَترُك عِلما تَتَزَيَّدُهُ
63- وزرعتَ من المعروف لها

ما عند اللّه ستَحْصُدهُ
64- واِهتَزَّ لإسْمِكَ مِنبَرُها

فليدعُ به من يَصْعَدهُ
65- قد كان الشيخُ أخا كرم

ينهلُّ عَلَى من يَقْصِدهُ
66- فمضى وبقِيتَ لنا خَلَفاً

من كُلِّ كريم نَفْقِدهُ
67- فاللّه يقيكَ السّوءَ لنا

وبرحمتِهِ يتَغَمَّدهُ
68- ولقد ذَهَبَتْ نُعْمَى عَيْشِي

وطريفُ المالِ ومُتْلَدهُ
69- أمُحِبُّكَ يدخُلُ مَجْلسه

فيقال أهَذَا مَسْجدُهُ
70- لا بُسْط به إلا حُصرٌ

فعسى نعماكَ تمَهِّدهُ
71- فاِبعَث لمُصَلٍّ أَبْسِطَةً

في الصَّفِّ لِيحْسُن مَقْعَدُهُ
72- وَعساك إذا أنعَمْتَ به

من صاحِبِهِ لا تُفْرِدُهُ
73- باِثنين يُغَطّى البَيتُ ولا

يُكْسَي بالفرْدِ مُجَرَّدُهُ
74- صلني بهما واِغنَم شُكرِي

فثنائِي عليكَ أُخَلِّدهُ
75- أَتُراكَ غَضِبتَ لما زَعموا

وطمَى من بحركَ مُزْبدهُ
76- وَبَدا من سيفِكَ مُبرِقُه

وَعلا من صوتك مُرْعِدهُ
77- هَل تأتِي الرّيحُ على رَضْوَى

فتقوّيه وتُصَعِّدهُ
78- أَنتَ المولى والعبدُ أنا

فبأَيِّ وَعيدِك تُوعِدهُ
79- ما لِي ذنبٌ فتعاقبُنِي

كذب الواشِي تَبَّتْ يدهُ
80- ولو اِستَحقَقتُ مُعاقَبَةً

لأبى كرمٌ تَتَعَوَّدهُ
81- عَن غير رضايَ جَرَتْ أشيا

ءُ تُغيضُ سواكَ وتُجْمِدهُ
82- واللّهُ بذاك قضى لا أنْ

تَ فلَسْتُ عليكَ أعدِّدهُ
83- لا تغد عليَّ بمُجْتَرِمٍ

لم يثْبُتْ عندك شُهَّدهُ
84- فوزيرُ العَصرِ وَكاتِبُه

ومرسِّلُه ومُقَصِّدهُ
85- يُبْدِي ما قلتُ بمجلِسِهِ

أَيضاً ولسوفَ يُفَنِّدُهُ
86- إِن كنتُ سببتكُ فُضَّ فمِي

وَكفرتُ برَبٍّ أَعْبُدهُ
87- حاشا أدبي وسنا حسبِي

من ذَمِّ كريم أَحْمَدهُ
88- سَتجودُ لعبدِكَ بالعفو

فيذيبُ الغَيْظَ ويطردُهُ
89- وقديمُ الوُدِّ ستذكرُهُ

وتجدِّدُهُ وتؤَكِّدُهُ
90- أوَليس قديمُ فخارِكَ ينـ

ـشيِني وَعَلاكَ يُشَيِّدُهُ
91- يا بدرَ التَّمِّ نَكَحتَ الشَّمـ

سَ فذاك بُنيّكَ فَرْقَدُهُ
92- فَاسلَم للدين تُـمَهِّدُهُ

ولِشَـمْلِ الكـفْرِ تُبَـدِّدُهُ
93- لو أَنَّ جميلاً أَنشَدَها

فـي الحيِّ لذابتْ خُرَّدُهُ
94- أهديتُ الشِّعْرَ على شَحَطٍ

ونداك قريبٌ مَوْلِـدُهُ
95- ما أَجوَدَ شِعرِي في خَبَبٍ

والشعرُ قليلٌ جَيِّدهُ
96- لولاك تساوَى بَـهْرَجُهُ

في سُوقِ الصَّرْفِ وعسْجَدُهُ
97- وَلَضاع الشعرُ لذِي أدبٍ

أو ينفقهَ من يَنْقُدهُ
98- فَعَليك سلامُ الله مَتى

غنَّى بالأيك مُغَرِّدهُ
************************************
تحميل مجانى :
http://www.ziddu.com/download/5246387/الموشحات الاندلسية.pdf.html




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق