الجمعة، ديسمبر 11، 2009

سَقَى اللَّهُ لابن الحاج النميرى


سَقَى اللَّهُ لابن الحاج النميرى

سَقَى اللَّهُ بِالأَجْرَعِ الْفَرْدِ دَارَاً

لأَمْرٍ بِهَا الشَّوْقُ وَالْبَرْقُ ثَارَا

وَقَفـْتُ بِهَــا مُرْسِــلاً عَـبْرَةً

تُطِيلُ السَّحَائِبُ مِنْهَا اعْتِبَارَا

وَلَمْ أَرَ مِنْ قَبْلِ ذَا الدَّمْعِ مَاءً

يُؤَجِّجُ فِي الْقَلْبِ مِنِّيَ نَارَا

وَكَمْ ظَلْتُ فِيهَا أَنَا وَالنَّسِيمُ

غَدَاةَ التَّفَرُّقِ نَشْكُو ضِرَارَا

كَـأَنَّ اللَّوَاحِــظَ أَعْـدَيْنَنـَا

فَـكُلُّ عَلِـيلٍ يُدِيـمُ اعْتِذَارَا

وَكَمْ جِئْتُهَا خَلْفَ بَرْقٍ لَمُوعٍ

كِلاَنَا لَعَمْرِيَ يَحْدُو الْقِطَارَا

وَكَمْ جِئْتُهَا خَلْفَ بَرْقٍ لَمُوعٍ

كِلاَنَا لَعَمْرِيَ يَحْدُو الْقِطَارَا

حَكَى الظَّبْيَ لَحْظاً وَجِيداً وَفَرْعاً

وَبِالرَّغْمِ مِنْهُ حَكَاهُ نِفَارَا

وَلَمْ أَنسَ لاَ أَنْسَ يَوْمَ النَّوَى

ذَوَائِبَ فِي لَيْلِهَا الصَّبُ حَارَا

وَحُسْنَ الثُّغُورِ الَّتِي خِلْتُهَا

حُبَاباً عَلَى خَمْرَةِ الرِّيقِ دَارَا

وَقَالُوا هُوَ الدُّرُّ أَصْدَافُهُ

قِبَابٌ فَأَجْرَيْتُ دَمْعِي بِحَارَا

وَكَمْ بِالْحِمَى مِنْ غَزَالٍ رَعَى

بِنَجْدٍ فُؤَادِي وَخَلَّى الْعَرَارَا

وَشَمْسٍ تَوَارَتْ لَنَا بِالحِجَابِ

وَلَكِنْ حِجَاب قُلُوبِ الغَيَارَى

فَأَعْقَبَهَا اللَّيْلُ وَهْوَ القَتَامُ

يُقِلُّ السَّحَائِبَ وَهْيَ الْمَهَارَى

وَيَا مَنْ رَآنِي أَجِدُّ اصْطِبَاحاً

بِكَأْسِ الْغَرَامِ وَأَبْلَى اصْطِبَارَا

وَعَـاطِلَةِ الْجِيـدِ حَلَّيْتُـهَا

بِشِعْرِي نِظَاماً وَدَمْعِي نِثَارَا

وَجَاهَرْتُ بِالْحُبِّ لَمَّا بَدَتْ

فَلَمْ أَرَ بَدْراً يُحِبُّ السِّرَارَا

وَقَالُوا حَكَى اللَّحْظَ مِنْهَا فُؤَادِي

صَدَقْتُمْ وَلَكِنْ حَكَاهُ انْكِسَارَا

فَيَا مُبلِياً عُمْرَهُ فِي الطِّعَانِ

كَفَتْكَ الطِّعَانَ قُدُودُ الْعَذَارَى

وَيَا كَاسِراً لِي جُفُونَ الظِّبَاءِ

كَفَى الحَّبَّ كَسْرُ الجُفُونِ احْوِرَارَا

وَمَا اشْتَعَلَ الرَّأْسُ مِنِّيَ شَيْباً

فَأَوْدَعَ إِلاَّ ضُلُوعِي السِّرَارَا

وَقَدْ نَبَتَتْ حَبَّةُ الْقَلْبِ فِي

خَمِيل مُسِيلِ الدُّمُوعِ ادِّكَارَا

لَعَمْرُ الْهَوَى وَالعُهُودِ الَّتِي

بِذِكْرِي لَهَا سَاكِنُ الْغَوْرِ غَارَا

لَقَدْ فَرَّقَ الْبَيْنُ إِلاَّ شُجُونِي

وَبَلَّتْ دُمُوعِي إلاَّ الأَوَارَا

وَأَرَّقَنِي وَالعُيُونُ هُجُوعٌ

حَمَامٌ كَقَلْبِي بِذِي الأثْلِ طَارَا

وَقَدْ هِجْتُهُ مِثْلَ مَا هَاجَنِي

فَأَبْكِي مِرَاراً وَيَبْكِي مِرَارَا

وَمِمَّا نَفَى النَّوْمَ عَنِّيَ بَرْقٌ

ظَنَنَّاهُ بَيْنَ الثَّنَايَا افْتِرَارَا

وَقَدْ أَعْجَزَ السُّحْبَ عَنْ بَذْلِهِ

فَتُهْدِي لُجَيْناً وَيُهْدِي نُضَارَا

لَحَا اللَّهُ قَلْبِيَ كَمْ ذَا الْهَوَى

وَقَدْ رَدَّ دَهْرِي شَبَابِي المُعَارَا

وَعَادَ نصُولاً بِطُولِ الْخِضَابِ

فَأَدْرَكَ فِي مُنْغِصِ الشَّيْبِ ثَارَا

أَرَى الطِّبَّ عَارَا وَلَوْ قُلْتُ آهاً

عَلَى زَمَنِ الْحَيْفِ لَمْ يَكُ عَارَا

رُبُوعٌ مَتَى تَرِبَتْ بِالْحَجِيجِ

جَعَلْنَا الشُّعُورَ عَلَيْهَا شِعَارَا

مِنَ المُوقِدَاتِ جِمَارَ الْهَوَى

إِذَا مَا رَمَى الصَّبُّ فِيهَا الْجِمَارَا

سَفَكْنَا الدُّمُوعَ بِهَا وَالدِّمَا

فَرَاقَتْ خُدُودُ البِطَاحِ احْمِرَارَا

وَلِلَّهِ جمْعٌ وَجَمْعِي بِهَا

لِشَمْلِ المُحِبِّينَ أمْسَوْا حَيَارَى

وَمَوْقِفُنَا وَالدُّجَى مسْكَةٌ

فَكَفُّ الصَّبَاحِ تَزِيدُ انْتِشَارَا

وَقَدْ فَجَّرَ الفجر نَهْرَ النَّهَارِ

فَغَاصَتْ حَصَى الشُّهْبِ فِيهِ جِهَارَا

أَأُمَّ القُرَى هَلْ لِبَذْلِ الْقِرَى

سَبِيلٌ فَمَا غِبْتُ عَنْكِ اخْتِيَارَا

وَلَكِنْ ذُنُوبِي أَطَلْنَ انْتِزَاحِي

وَصَيَّرْنَ أَيَّامَ أُنْسِي قِصَارَا

وَكَمْ حجَّةٍ أَصْبَحَتْ حُجَّةً

عَلَيَّ فَلَمْ تُجْدِ إِلاَّ اعْتِذَارَا

بِنَفْسِيَ رَكْبٌ بِبَرْحِ الْهَوَى

تَرَاهُمْ سُكَارَى وَمَا هُمْ سُكَارَى

صَحِبْتُهُمُ وَالدُّجَى فَاحِمٌ

فَأَشْعَلْتُ وَجْدِي حَتَّى اسْتَنَارَا

فَلِلَّهِ عَيْنُ امْرِىءٍ أَبْصَرَتْ

رَوَاحِلَهَا فِي بُرَاهَا تَبَارَى

طَوَالَعَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ

بِشَعْثٍ تَمُدُّ الأَكُفَّ افْتِقَارَا

أَهِلَّة سَيْرٍ تُسَمَّى مَطَايَا

بِأَفْلاَكِ أُفْقٍ تُسَمَّى قِفَارَا

وَلَمَّـا أَتَيْنَا نَـؤُمُ العَقِيـقَ

جَرَى كَاسْمِهِ دَمْعُ عَيْنِي ابْتِدَارَا

وَأَسْرَى إِلَى الْحَرَّةِ الصَّبُّ يَطْوِي

عَلَى الوَجْدِ فِيهَا ضُلُوعاً حِرَارَا

وَأَنْضَيْتُ ثَوْبَ الْهَوَى إِذْ دَنَا

إِليَّ النَّقَا وَالْتَمَسْتُ الدِّيَارَا

وَعِنْدَ المُصَلَّى أَعَدْتُ الصَّلاَةَ

عَلَى الْمُصْطَفَى وَالْتَثَمْتُ الجِدَارَا

وَأَقْبَلْتُ أُهْدِي بِبَابِ السَّلاَمِ

إِلَيْهِ سَلاَماً وَأُبْدِي الوَقَارَا

وَقُلْتُ أَيَا نَفْسِي لاَ تَجْزَعِي

وَلاَ تَسْأَمِي لِلْخَلاَصِ انْتِظَارَا

فَإنَّ الشَّفَاعَةَ قَدْ أُوْجِبَتْ

لِكُلِّ امْرِىءٍ ذَلِكَ القَبْرَ زَارَا

وَهَذَا النَّبِيُّ الكَرِيمُ الَّذِي

يُقِيلُ العِثَارَ وَيَرْعَى الْجِوَارَا

رَسُولٌ أَتَى رَحْمَةً لِلْوَرَى

عَلَى حِين خَافُوا بَوَاحاً بَوَارَا

رَفِيعُ الْمَنَاسِبِ عَماً وَخَالاً

مَنِيعُ الجَوَانِبِ أَهْلاً وَجَارَا

نَمَتْهُ إِلَى الْغُرِّ مِنْ هَاشِمٍ

مَحَاتِدُ طَالَتْ وَطَابَتْ نِجَارَا

وكُثْرُ المَعَالِي إِذِ المَجْدُ نَزْرٌ

إِذَا زَهْرَةُ الْحَمْدِ أَعْلَتْ فَخَارَا

وَقَدْ رَحِمَ اللَّهُ أَرْحَامَهَا

بِنُورٍ أَضَاءَ وَمَا إِنْ تَوَارَى

فَلَوْ زَارَهُ الْبَدْرُ بَانَ لَهُ

مِنَ الشَّمْسِ عَنْهُ القُصُورُ اضْطِرَارَا

شَفِيعٌ إِذَا النَّارُ نَارُ الْجَحِيمِ

أَقَامَتْ شَرَاراً وَلَفَّتْ شَرَارَا

وَلَوْلاَ حَيَا الْغَيْثِ أَضْحَتْ هَشِيماً

خَمَائِل زَهْرٍ شَذَاهَا اسْتدَارَا

لِمَوْلِدِهِ جَلَّ مِنْ مَولْدٍ

خَبَتْ نَارُ فَارِسَ وَالْمَاءُ غَارَا

وَإِيوَانُ كِسْرَى تَدَاعَى سُقوطاً

فَأَبْدى انْكِسَاراً وَذَلَّ افْتِقَارَا

وَحُقَّ لِذِي العَقْلِ حُسْنُ افْتِكَارٍ

إِذَا مَا أَبَى الْعَقْلُ إِلاَّ افْتِكَارَا

وَلاَحَــتْ لآِمِنَــةٍ أُمِّــهِ

قُصُورٌ بِبُصْرَى تَرَاءَتْ قَرَارَا

وَيَا حُسْنَهَا بَعْدَ إِذْ جَاءَهَا

يُصَاحِبُ فِي البِيدِ قَوْماً تجَارَا

وَشُقَّ لَهُ الْبَدْرُ نِصْفَيْنِ لَمَّا

تَمَارَى بِمَكَّةَ مَنْ قَدْ تَمَارَى

وَصُبْحاً أَشَارَ لأَصْنَامِهَا

فَظَلَّتْ سَوَاقِطَ لَمَّا أَشَارَا

وَأَلْقَى أَنَامِلَهُ فِي الإنَاءِ

فَأَنْبَعَ مِنْهَا مِيَاهاً غِزَارَا

وَلَوْ فَاضَ حِسًّا كَمَا فَاضَ مَعْنىً

نَدَاهُ لَفَاقَ الْبِحَارَ انْفِجَارَا

هُوَ القَاتِلُ الْمَحْلَ لَمَّا دَعَا

فَصَيَّرَ فِي الغَابِرِينَ الغِبَارَا

وَأَرْسَلَهَا فِي بُرُودِ النَّسِيمِ

جَوَارِيَ سُحْبٍ هَوينَ ابْتِكَارَا

وَحَنَّ لَهُ الْجِذْعُ يَوْمَ النَّوَى

حَنِينَ الرَّوَاحِلِ تَحْوِي العِشَارَا

وَجَاءَتْ لَهُ الشَّجَرُ الْعَادِيَاتُ

تَجُرُّ عُرُوقاً مُلِئْنَ ثِمَارَا

وَلَمَّا قَضَتْ حَقَّهُ أَسْرَعَتْ

بِرُجْعَى امْتِثَالاً لَهُ وَائْتِمَارَا

وَسَلَّمَ حَبراً عَلَيْهِ الحِجَارُ

فَأَبْهَجَ أَهْلَ الحِجَا وَالحِجَارَا

وَسَبَّحَ فِي الكَّفِّ مِنْهُ الحَصَا

فَمَا كَفَّ لَكِنْ أَخَا الْبِرَّ بَارَى


هناك تعليقان (2):

  1. الله يعطيك الف وشكرا لك على الكلمات الممتازة ونتمنى لك مزيد من التقدم والرقى في مدونتك بما تقدم من كل ما يفيد المواطن العربي

    مدونة المحررين العرب مدونة تهتم بطرق تحسين المواقع والمدونات واضافة الملحقات الهامة لها وطرق الربح من الانترنت والربح بواسطة موقعك ،دروس بلوجر ، هاكات مدونات بلوجر ، اضافات بلوجر، اشهار وتصميم المواقع والربح من جوجل ادسينس .وتسويق الكتب الالكترونية والمنتجات الاخرى ،،،
    ( اشترك في قائمة المتابعون للمدونة ) ،، اشترك في خدمة ( ليصلك جديد المدونة ) ،، ( اعلن وانشر رابط مدونتنا في مدونتك )


    كيفية اظافة شريط آخر مواضيع المدونة - لمدونات بلوجر ؟ .
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/12/blog-post_23.html
    o
     الطريقة الصحيحة لاختيار مجال محدد لموقعك او مدونتك...
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/blog-post_19.html
     كيف ترفع ترتيب موقعك في نتائج البحث ورفع البيج ران...
    o ▼ نوف 18 (1)
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/seo.html
     عداد المواضيع والتعليقات لمدونة بلوجر !!!
    o ▼ نوف 17 (1)
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/blog-post_18.html
     كيف ترقم صفحات مدونتك ؟ ترقيم الصفحات في مدونة بلو...
    o ▼ نوف 15 (1)
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/page-navigation.html
     كيف تقوم باضافة اداة ( المواضيع الاكثرة قراءة او ز...
    o ▼ نوف 14 (1)
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/blog-post_15.html
     طريقة الاشتراك في Feedburner ( خلاصات الويب ) - اض...
    o ▼ نوف 11 (1)
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/feedburner.html
     نصائح ذهبية للحصول على سيل كبير من الزوار
    o ▼ نوف 06 (4)
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/blog-post_11.html
     هاك و اضافة "اقرأ المزيد" و عرض المصغرات لمدونات ...
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/blogger.html
     كيف تضع كود او اكواد في صندوق تحرير رسائل مدونة بل...
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/html-php.html
     كيف تعمل فهرس او خريطة لمدونتك ؟ اضافة فهرس او خري...
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/blog-post_06.html
     كيف تختار أفضل موضوع ممكن لمدونتك..?
    o http://arab-editors.blogspot.com/2009/11/blog-post.html
    • ▼ أكتوبر (28)
    o ▼ أكت 23 (3)
     كيف تقوم بعمل نموذج اتصال في مدونتك ؟ او طريقة اضا...
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/blog-post_5332.html
     اتصل بنا - المحررون العرب
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/blog-post_23.html
     طرق اشهار المدونات والمواقع في اكبر محركات البحث و...
    o ▼ أكت 22 (3)
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/seo-search.html
     كيف اكتب موضوع او مقالة في مدونة بلوقر ؟
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/blog-post_22.html
     كيف أضيف المدونة لمحرك بينغ Bing مايكروسوفت :
     3 ادوات SEO مجانا
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/bing.html
    o ▼ أكت 20 (1)
     انشاء اقسام لمدونة بلوجر
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/blog-post_20.html
    o ▼ أكت 18 (1)
     طرق بسيطة للحصول على روابط لموقعك او مدونتك
    o ▼ أكت 16 (7)
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/blog-post_18.html
     اختيار العناوين - تلميحات لتدوين افضل
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/blog-post_5279.html
     نصائح لتدوين افضل
    http://arab-editors.blogspot.com/2009/10/blog-post_1634.html

    ردحذف